كلمة
المحرر
الصهاينة عاملون على هدم الأقصى عاجلاً؛ فماذا نحن فاعلون ؟
نشرت صحيفة "فلسطين" يوم 14/10/2009م (يوم الأربعاء: 24/شوال
1430هـ) أن صحيفة "بديعوت أحرونوت" الصهيونيّة لفتت الانتباهَ إلى تنامي
دائرة المنظمات اليهوديّة المتطرفة التي تتمنّى وتحاول تدمير المسجد الأقصى
المبارك وقبة الصخرة، أو تفكيكَهما ونقلَ حجارتهما إلى مكة المكرمة؛ لأن هذين
المبنيين في نظرهم مجرّدُ أمر كريه نصبه المُدَنِّسون في مكان المذبح في الهيكل.
وأشارت إلى قول "يهودا عتصيون" الذي ينتمي إلى زعماء "التنظيم
اليهودي السِّرِّي" وتآمر لتفجير قبة الصخرة سابقًا في مقابلة مع موقع على
الإنترنت: "إنَّ تفجير قبّة الصخرة لابدّ أنه سيأتي، إذا لم تتمكّن الدولة من
تفكيك المبنى ونقله إلى مكة كبادرة طيبة تجاه محمد". بينما قال "نوعام
لفنات" من زعماء حركة "حيّ قيّوم" التي تحمل إرثَ الحاخام
"مئير كهانا": "إنه إذا ما وُجِد 3 آلاف يحجّون إلى الجبل، فلن
يُعْتَبَر تفجيرُ المساجد عملاً جنونيًّا". وذكرت "بديعوت أحرونوت"
أنّ عشرات الجمعيّات – بينها "مُحِبُّو الهيكل" برئاسة البروفيسور
"هيلل فايس" و "حيّ قيّوم" لـ"يهودا عتصيون"
و"جبل همور" برئاسة الحاخامين من يتسهار "إسحاق شبيرا" و"دودي
دافيد كوفتش" و "معهد الهيكل" برئاسة الحاخام "يسرائيل
هرئيل" – تعمل حاليًّا على إعادة بناء أدوات الهيكل، وتحاول تنمية بقرة حمراء
رمادها يُطَهِّر الكهنة من دنسهم، ويحيكون ملابسَ الكَهَنَة، ويعقدون اجتماعات
لدراسة فقه الهيكل، ويُدَرِّبون خَدَمَة الهيكل ويُهَيِّئون القلوبَ نحوَ اليوم
الذي سيأتي في زمن قريب.
ومن جانبها قالت الصحف والجرائد العربيّة ولاسيّما الإسلاميّة وعلى رأسها
"رسالة الإخوان" اللندنيّة يوم الجمعة: 17/ شوال 1430هـ = 16/10/2009م:
إن الأقصى يتعرّض حاليًّا لحملة صهيونيّة شرسة تستهدف استغلالَ حالة اللاَّوعي
التي يعيشها العرب منذ أحداث 11/سبتمبر 2001م من أجل تكريس ثقافة أن الأقصى مجرد
مسجد من الممكن هدمُه، طالما أنه يقع تحت نير الاحتلال، وبهذا يتمكّن اليهود من
التخلّص من الأقصى تمهيدًا لبناء هيكلهم المزعوم كي يعيشوا ما اصطلحوا على تسميته
"الألفيّة السعيدة".
وقد
وَضَعَ اليهودُ العام 2020م عامَ الحسم بحيث يكونون قد انتهوا من بناء هيكلهم على
أنقاض الأقصى الذي وضعوا له عدّةَ سيناريوهات للتخلّص منه :
(الف)
إما بافتعال هزّة أرضيّة تنال منه خاصّة في ظلّ شبكة الأنفاق التي بَنَوْهَا أسفلَ
المسجد المبارك، وأَدَّتْ إلى تشقّق أساساته بصورة لافتة للنظر.
(ب)
وإمّا بأن يقوم عدد من شباب الحركات الصهيونيّة المتطرفة بإطلاق عدّة صواريخ تجاهَ
الأقصى تُحَوِّله إلى كومة تراب، ولا مانع وقتَها من أن تقوم الحكومة الإسرائيليّة
بالقبض على هؤلاء الشباب ومحاكمتهم محاكمة صوريّة، لتهدئة الرأي العامّ العربي
والإسلامي، والذي لابدّ أن يعلمه الجميعُ أنّ اليهود قاموا مُؤَخَّرًا بعمل بروفة
خاصّة لاختيار أنسب الشقق المواجهة للأقصى من أجل تنفيذ هذا السيناريو من نافذتها
.
(ج)
والسيناريو الثالث الذي وضعه اليهود من أجل التخلّص من أولى القبلتين وثالث
الحرمين الشريفين، هو أن يقوم طيّار يهوديّ من سلاح الجوّ الإسرائيلي بقصف الأقصى
بصواريخ طائرته. ولا مانع أيضًا من أن يتمّ محاكمةُ هذا الطيّار وسجنه أيضًا من
أجل تهدئة الرأي العام الإسلامي .
في
ضوء هذه الأنباء التي تؤكد مرة أخرى أن الصهاينة يحاولون هدم الأقصى وإزالة جميع
معالم الحرم القدسي عاجلاً؛ لأنهم يعلمون جيِّدًا بعدما خَبَرُوا طويلاً وبشكل
دقيق أنّ العربَ – ولا سيّما الحكّام والقادة – غافلون عن الخسارة الفادحة التي هم
بسبيل إلحاقها بهم عاجلاً في دينهم وعقيدتهم من خلال هدم الأقصى وبناء الهيكل
المزعوم مكانَه. إن الله، والأمة الإسلاميّة في الدنيا كلّها لن يغفرا لهم هذا
التقصيرَ الذي لايزالون يرتكبونه تجاهَ الأقصى خصيصًا وتجاه فلسطين عمومًا، وتجاه
إخواننا في العقيدة والدين الفلسطينيين الذين يعيشون منذ أكثر من 60 عامًا معاناة
مريرة لم تعشها أمة في الدنيا في سبيل العقيدة والدين والتراب والطين معًا .
لقد
حان الوقت أن تهبّ الأمة جمعاء شعبًا وحكومةً لنجدة الأقصى، وحماية الحرم الثالث،
والقبلة الأولى، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ، مما قد خَطَّطَ له الصهاينة
والآن يريدون تنفيذه عاجلاً دونما تأجيل .
[التحرير]
(تحريرًا في الساعة 9 من صباح يوم الثلاثاء : 13/ذوالقعدة1430هـ = 3/
نوفمبر 2009م)
ذو
الحجة 1430 هـ = ديسمبر 2009 م ، العدد :12 ، السنة : 33